أمراض القولون باتت من أكثر الأمراض انتشارًا في الآونة الأخيرة؛ لأنها تؤثر بشكل واضح على الإنسان؛ إذ إن الإصابة بأمراض القولون غالبًا ما يصاحبها العديد من الأعراض مثل الإسهال أو الإمساك أو انتفاخ البطن والغازات وآلام المعدة المصاحبة، يؤثران بشكل واضح على نشاط الإنسان وقابليته للعيش بشكل صحي.

لذا إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي أو القولون التقرحي أو عسر بعملية الهضم الناتج عن خلل في حركة القولون، إليك الصيحة الأحدث للعلاج وهي استخدام حبوب البروبيوتيك.

ماهي حبوب البروبيوتيك؟

حبوب البروبيوتيك أو ما يعرف بالبكتيريا النافعة هي أنواع وعائلات مختلفة من البكتيريا مثل الملُبنة (Lactobacillus)، والشقاء (Bifidobacterium).

والكثير من الأنواع الأخرى التي تعيش في جسمك ابتداءً من الفم والمعدة وانتهاءً بالمستقيم، وهي المسؤولة عن التوازن في عملية الأيض الخاصة بالطعام، وكذلك حمايتك من البكتيريا الضارة التي قد تسبب إصابتك بالأمراض المختلفة.

توجد البكتيريا النافعة موزعة بأعداد كبيرة تصل لعدة بلايين من الخلايا البكتيرية، وقد أُجري عليها الكثير من الأبحاث والدراسات لبيان مدى ملائمتها للاستخدام كعلاج فعال في العديد من الأمراض الخاصة بالجهاز الهضمي.

وكذلك تُستخدم في تطبيقات أخرى كثيرة مثل تحفيز الجهاز المناعي لديك، والتحكم في زيادة الوزن، وعلاج بعض الأمراض المناعية الخاصة بالجلد.

ماهي فوائد حبوب البروبيوتيك للقولون؟

لا شك أن البكتيريا النافعة تلعب دورًا هامًا في علاج القولون، فلديها القدرة على إعادة التوازن للبكتيريا النافعة في الأمعاء.

1- فوائد حبوب البروبيوتيك للقولون التقرحي:

القولون التقرحي أو التهاب الأمعاء والذي لا يُعرف له علاج حتى الآن، يمكن إدارته من خلال اتباعك نظام غذائي صحي وعدم تعرضك للضغوطات النفسية والحد من استخدام الأدوية واستبدالها بحلول طبيعية قدر الإمكان.

كما أن تناولك لحبوب البكتيريا النافعة يساهم بشكل فعال في تحسين الأعراض وتقليل الالتهاب والذي قد يصل للنزيف في بعض الحالات.

2- فوائد حبوب البروبيوتيك للقولون العصبي:

كثيرًا ما يعاني الشخص من عدة أعراض مثل انتفاخ البطن والغازات الشديدة وبعض الآلام فى المعدة، ولا يدرك أنه يعاني من متلازمة القولون العصبي؛ لذا ينبغي أن نتناول مرض القولون العصبي بشكل أوضح.

متلازمة القولون العصبي هو من الأمراض المزمنة، أي يستمر لمدة طويلة وقد يلازمك طيلة حياتك، ولا يُعرف له سبب واضح؛ قد يظن البعض أنه ناتج من التحسس من أنواع معينة من الأطعمة أو بسبب إلتهاب الأمعاء أو بسبب عدم مقدرة جسمك على امتصاص عناصر غذائية معينة.

وغالبًا ما يؤدي إلى التغير في خصائص حركة الأمعاء، وقد يكون مصحوبًا بالإسهال أو الإمساك.

يعاني أيضًا مريض القولون العصبي من ارتفاع في نسبة البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية (E. Coli)، والكلوستريديوم ((clostridium بينما يعاني انخفاض فى نسبة البكتيريا النافعة مثل اللاكتوباسيلس والبيفيدوبكتيريا.

تناول حبوب البروبيوتيك يعمل على محاربة البكتيريا الضارة ومنع إفرازها للسموم، والتي تكون سببًا لإصابتك بالأمراض، وبالتالى تعمل على إعادة التوازن لجهازك الهضمى وضبط حركة الأمعاء مما يؤدي لانتظام عملية الهضم، وتوقف الأعراض المصاحبة لها.

وتعمل على رفع المناعة الخاصة بالجهاز الهضمي لتقليل فرص ظهور الإصابة، وتعمل أيضا على تقليل إنتاج الغازات في المعدة ومنع تكونها.

3- البروبيوتيك والوقاية من سرطان القولون:

غالبًا ما يحدث سرطان القولون نتيجة طفرة في الحمض النووي للخلايا، وقد أثبتت الأبحاث دور منتجات الألبان المتخمرة مثل الزبادي والجبن في تقليل حدوث هذه الطفرات.

أثبتت الأبحاث أيضًا دور بروبيوتيك في الوقاية من سرطان القولون، وذلك عن طريق تغيير نمو الخلايا السرطانية، واستخدامه من ضمن نظامك الغذائي يضمن لك الحصول على قولون سليم؛ إذ إن القولون السليم مهم للوقاية من سرطان القولون.

كيف استخدم حبوب البروبيوتيك؟

يجب عليك قراءة النشرة الطبية المرفقة مع العبوة الخاصة بك، وقراءة تعليمات الاستعمال لمعرفة ما إذا كنت ستتناول الحبوب كاملة أو مقسمة أو إذا كانت قابلة للمضغ، وهل يتم تناولها مع الطعام أم مع كمية كبيرة من السوائل.

تحتوي حبوب بروبيوتيك على خلايا بكتيرية حية، لذا فإن استعمال المضادات الحيوية سيؤثر على فعاليتها، وقد يؤدي إلى تدميرها، ومن هنا يجب تناول حبوب البروبيوتيك قبل أو بعد تناول المضادات الحيوية بفترة فاصلة من ساعتين إلى ثلاثة.

إذا كنت تتناول حبوب بروبيوتيك لعلاج الإسهال الناتج عن إستعمال المضادات الحيوية، فلا يجب إستعمالها إذا كنت تعاني من إرتفاع شديد في درجة الحرارة، وكذلك يجب عدم استعمالها لفترة تزيد عن يومين وفى حالة استمرار الإسهال يجب أن تستشير طبيبك الخاص.

عند تناولك الحبوب تناول المياه التي لا تحتوي على نسبة عالية من الكلور، نظرًا لتأثير الكلور الضار عليها، كما يُفضل تناول حبوب البروبيوتيك والمعدة خاوية أي قبل تناول الطعام.

مدة استخدام حبوب البروبيوتيك:

يعود سبب الإصابة بأمراض القولون لفقد التوازن بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة، ويكمن العلاج في تناول الحبوب لمدة لا تقل عن عشرة أيام.

يُفضل التحدث مع طبيبك حول خطة العلاج طويلة الأمد للبروبيوتيك للحصول على قدر كافي من البكتيريا النافعة؛ مما يضمن حصولك المستمر عليها.

كيف اختار افضل نوع بروبيوتيك للقولون؟

على عكس الأدوية، لا تخضع صناعة البروبيوتيك إلى إدارة الغذاء والدواء، وهذا يؤدي إلى تلاعب بعض الشركات حول أبحاثها، ومن هذا المنطلق يجب عليك التأكد من مصداقية الشركة والبحث جيدًا في هذه النقطة لتضمن حصولك على منتج عالي الجودة.

فعالية الحبوب تعتمد على عدد الخلايا البكتيرية الحية وليست الميتة، وكذلك حيوية البكتيريا النافعة الموجودة وقدرتها على تحمل الحمض المعدي، لذا انتبه حول نوع البروبيوتيك وتركيزه والغرض من الاستخدام أيضًا.

ينبغي أن تعلم أيضًا أن أنواع البروبيوتيك لا تخضع لنفس ظروف التخزين، فهناك أنواع تُخزن في درجة حرارة منخفضة وأنواع أخرى لا؛ لذا يجب اتباع التعليمات المدونة على العبوة.

عند اختيارك لحبوب بروبيوتيك يجب أن تتوافر فيها عدة عناصر منها أن تحتوي على واحد بليون خلية بكتيرية حية على الأقل، واختيار حبوب البروبيوتيك التي تحتوي على العديد من الأنواع البكتيرية المختلفة.

جرعة البروبيوتيك:

نظرًا لوجود العديد من أنواع البكتيريا النافعة، فإن الجرعة قد تختلف طبقًا للنوع المستخدم وكذلك حسب الحالة المرضية.

ولكن بشكل عام يُفضل تناول حبوب بروبيوتيك بتركيز 10 إلى 15 بليون خلية بكتيرية حية مقسمة إلى ثلاث أو أربع جرعات يوميًا، ويفضل تناولها بشكل يومي لإعادة التوازن الإيكولوجي للجهاز الهضمى.

ما هي أضرار البروبيوتيك؟

لا شك أن حبوب البروبيوتيك آمنة، ولكنها قد تسبب بعض الأعراض البسيطة الغير مرغوب فيها مثل زيادة الغازات، وبعض الآلام البسيطة في المعدة كالمغص، ولكنها تزول سريعًا بمرور الوقت.

قد تظهر بعض الأعراض الخطيرة فور تناولك الحبوب، مثل الحمى والسعال المستمر والقشعريرة وحينها يجب التوقف واخبار طبيبك على الفور.

بعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف بجهازهم المناعي، يجب عليهم ألا يتناولوا حبوب بروبيوتيك؛ إذ إنها قد تؤدي لمشاكل خطيرة وقد تزيد من حدة الأعراض لديهم، ويفضل استشارة الطبيب قبل البدء في إستخدامها.


المراجع:

https://www.webmd.com/drugs/2/drug-155565/probiotic-colon-support-oral/details

https://www.healthline.com/health/ulcerative-colitis-take-control-probiotics#1

https://www.medicalnewstoday.com/articles/319401

https://health.clevelandclinic.org/how-to-pick-the-best-probiotic-for-you/