في السنوات الأخيرة؛ ذاع صيت حبوب البكتيريا النافعة، وتعددت استخداماتها.

فمنها ما يستخدم لرفع كفاءة الجهاز الهضمي، ومنها ما يُستخدم لعلاج الإمساك، والإسهال، ومنها ما يُستخدم لرفع المناعة، ومنها ما يُستخدم للأطفال، ومنها ما يُستخدم للكبار.

ولكن هل تعلم أن وقت تناول حبوب البروبيوتيك قد يؤثر على فائدتها، وعلى مدى استفادتك منها؟

في هذا المقال سنتعرف على أفضل وقت لتناول حبوب البروبيوتيك، وذلك للوصول للإستفادة القصوى منها، وتقليل تفاعلها مع حمض المعدة أو المواد الغذائية الأخرى.

ما هي حبوب البروبيوتيك؟ وما هي استخداماتها؟

تُعرف حبوب البروبيوتيك بأنها تلك الحبوب التي تحتوي على البكتيريا النافعة التي تساعد على حفظ التوازن في الجسم مع البكتيريا الضارة، وتعمل على الحفاظ على الجسم وإبقائه في صحة جيدة.

وتوجد هذه البكتيريا النافعة في مناطق متفرقة من الجسم؛ فمنها ما يوجد على الجلد، وفي الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، وكذلك في المهبل، ولكن أكبر نسبة من البكتيريا النافعة توجد في الجهاز الهضمي.

ماهو افضل وقت لاخذ البروبيوتيك؟

عند تناول أي عقار يجب اتباع نصائح الطبيب، وإرشادات الشركة المُصنعة له، أما بالنسبة لحبوب البروبيوتيك؛ فتنصح بعض الشركات بتناولها قبل الأكل وبعضها الآخر ينصح بتناول حبوب البكتيريا النافعة مع الأكل، فما هو التوقيت المناسب لذلك؟

تكمن أهمية تحديد الوقت المناسب والشكل الصيدلي الجيد لحبوب البروبيوتيك، أنه لكي يتم الاستفادة منها، يجب أن تتجاوز هذه البكتيريا حمض المعدة لتصل إلى باقي أجزاء الجهاز الهضمي بكميات مناسبة.

وقد أوضحت بعض الدراسات أن تأثر البكتيريا النافعة بتوقيت التناول يعتمد بشكل أساسي على سلالات البكتيريا الموجودة في حبوب البروبيوتيك.

فهناك سلالات تتأثر بتركيز حمض المعدة فيجب أخذها قبل تناول الطعام، للتقليل من تأثير حمض المعدة عليها، وهناك بعض السلالات الأخرى التي لا تتأثر، فيمكن تناولها قبل الأكل أو بعده.

فمن السلالات المشهورة المستخدمة في العديد من منتجات حبوب البروبيوتيك؛ بكتيريا لاكتوباسيلاس Lactobacillus، و البفيدو باكتيريوم Bifidobacterium، وهما من السلالات التي تتأثر بحمض المعدة.

ولذلك فإن أفضل وقت لتناول حبوب البروبيوتيك المحتوية على هذه السلالات يكون قبل الأكل بنصف ساعة، حيث يكون تركيز حمض المعدة في أقل معدلاته.

ولكن يجدر الإشارة هنا إلى أن الاستمرارية على تناول حبوب البروبيوتك، تُعد عامل فارق في قوة تأثيرها، فتناول حبوب البكتيريا النافعة باستمرار وبانتظام له تأثير كبير على مدى فاعليتها، بغض النظر عن تناولها قبل الأكل أو بعده.

كما أن الغرض من تناول البروبيوتيك قد يؤثر أيضاً على توقيت تناولها، ففي حال كنت تتناول حبوب البروبيوتيك لتعزيز صحة جهازك الهضمي، أو الحفاظ عليه، فإن أفضل توقيت لتناول حبوب البروبيوتيك قبل النوم مباشرة، كما يُنصح بتناولها مع وجبة خفيفة غنية بالدهون الجيدة.

أما إذا كنت تتناول حبوب البروبيوتيك لتساعدك في التخلص من الإسهال المصاحب لتناول بعض المضادات الحيوية، فيمكنك تناولها قبل النوم، بهذه الطريقة تظل البكتيريا النافعة في جهازك الهضمي لفترات طويلة، تساعدها على إعطاء الأثر الجيد المطلوب، حتى مع أخذ المضادات الحيوية في الصباح.

هل يؤثر الشكل الصيدلي لحبوب البروبيوتيك على مدى فاعليتها ووقت تناولها؟

توجد البكتيريا النافعة في العديد من الأشكال، ومنها ما يمكن تناولها من المواد الطبيعية مثل الزبادي والمخللات وغيرها، ومنها ما يمكن تناوله من وصفات طبية.

فقد توجد في صورة كبسولات، أو أقراص، أو بودرة، أو صورة قطرات، بعضها يتأثر بحمض المعدة مثل البودرة، والقطرات السائلة، وبعضها الآخر لا يتأثر بالأكل أو حموضة المعدة، وتتجاوز حمض المعدة بسلام للأمعاء ومنها الكبسولات المعوية المُغلفة، والحبوب.

لكي تعطي حبوب البروبيوتيك أثراً جيداً، يجب عليك أخذ الأنواع الجيدة من تلك الحبوب التي تحتوي على كميات مناسبة من خلايا البكتيريا النافعة والتي حددها العلماء بعدد 100 مليون إلى 50 بليون وحدة تكوين مستعمرة (CFUs) في اليوم الواحد.

وللحصول على أقصى استفادة من حبوب البروبيوتيك وتجنب تضرر الجهاز الهضمي منها؛ يمكنك تقسيم تلك الجرعة على مرتين، فيمكنك أخذ نصف هذه الجرعة صباحاً، والنصف الآخر في المساء.

وقد وجد العلماء أن تناول معظم حبوب البروبيوتيك بصفة عامة قبل الأكل بنصف ساعة، أو تناولها مع الوجبات التي تحتوي على نسبة جيدة من الدهون المفيدة، مثل أسماك التونة، يساعد في الحفاظ عليها، وتجاوزها لحمض المعدة، ووصولها للأماكن المرغوب الوصول إليها في الجهاز الهضمي.

بعكس تناولها بعد الأكل بنصف ساعة أو أكثر، فيؤثر ذلك في الحفاظ على النسبة الفعالة منها.

نصائح للاستفادة القصوى من مكملات البروبيوتيك:

  • مكملات البروبيوتيك جيدة ومفيدة للجسم في المطلق، وحتى إن لم تفيد الجسم، فإنها لن تضره، ولكن إذا كنت تستخدمها لغرض علاجي لتخلصك من بعض الأمراض؛ فيجب اختيار السلالات التي تتوافق مع هذا الغرض، أو استشارة الطبيب لينصحك بالسلالات المناسبة لحالتك.
  • مكملات البروبيوتيك تحتوي على بكتيريا حية تتأثر بالتصنيع والتخزين، ولذلك عند اختيار تلك الحبوب تخير النوع الجيد من الشركات ذات السمعة الطيبة، فحبوب البروبيوتيك من المكملات الغذائية، ولا تخضع لرقابة كاملة من منظمة الغذاء والدواء، فتخير الأنواع المشهورة للحصول على فائدة من تلك الحبوب.
  • على الرغم من فوائدها الكثيرة، ولكن تظل حبوب البروبيوتيك عبارة عن بكتيريا حية، ولذلك فهي غير مناسبة لك إذا كنت تعاني من أمراض نقص المناعة.
  • قبل شراء مكملات البكتيريا النافعة تأكد جيداً من محتوياتها، وسلالات البكتيريا الموجودة بها، فبعضها قد يحتوي على مواد سكرية كمحسنات للطعم، أو مواد حافظة قد لا تكون مناسبة لك، واتبع تعليمات تناولها وتخزينها جيداً للحفاظ على فاعليتها لفترات طويلة.

ماهي فوائد مكملات البكتيريا النافعة؟

رغم وجود البكتيريا النافعة في مناطق معينة من الجسم، إلا أن تأثيرها يمتد ليشمل أجزاء الجسم المختلفة، ووجود أي خلل بها يؤثر على الجسم بشكل كبير، وفيما يلي بعض فوائد مكملات البروبيوتيك:

  • الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، والتخلص من تأثير البكتيريا الضارة به.
  • يُساعد على رفع كفاءة الجهاز المناعي، والحفاظ على صحة الجلد، والفم، ويحمي من الإصابة بالكثير من العدوى والأمراض.
  • تساعد البكتيريا النافعة في التخلص من الإسهال، ومنها التخلص من الإسهال المصاحب لتناول المضاد الحيوي.
  • تُستخدم مكملات البكتيريا النافعة في تحسين الصحة العقلية والنفسية، لعلاج حالات التوتر والقلق، وللتخفيف من السلوكيات المصاحبة لمرض التوحد، وتحسين الذاكرة.
  • تعمل بعض الأنواع من البروبيوتيك على الحفاظ على صحة القلب، حيث يساعد على التقليل من نسب الكوليسترول والدهون الضارة، وبالتالي تقليل ضغط الدم.
  • تساعد البكتيريا النافعة في التقليل من أثر الإكزيما، وبعض أنواع الحساسية.
  • يملك البروبيوتيك أثر جيد في التخلص من بعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، مثل أمراض القولون التقرحي، ومتلازمة الأمعاء المتهيجة، ومرض كرونز.
  • تساعدك البكتيريا النافعة في تقليل الوزن الزائد، والتخلص من دهون البطن، ولكن هناك بعض السلالات التي تساعد في زيادة الوزن.
  • تساعد البروبيوتيك في امتصاص بعض الفيتامينات الهامة للجسم، مثل فيتامينات ب المركب.

وإجمالاً فإن استخدام مكملات البروبيوتيك مثلها مثل باقي العادات الصحية في حياتنا، تعتمد على الإستمرارية والمواظبة على استخدامها أكثر من اعتمادها على توقيت التناول، ناقشنا في هذا المقال أفضل توقيت لتناول حبوب البكتيريا النافعة بأنواعها المختلفة، لتساعدنا في الحصول على أقصى استفادة منها.

المراجع:

  1. https://www.healthline.com/nutrition/8-health-benefits-of-probiotics
  2. https://www.lovebugprobiotics.com/probiotics-101-whens-the-best-time-to-take-probiotics/
  3. https://www.healthline.com/nutrition/best-time-to-take-probiotics#timing
  4. https://www.wellandgood.com/good-food/best-time-to-take-probiotics/