يعاني أطفالنا خلال مراحل عمرهم المختلفة من العديد من المشاكل، والتي تزعجنا وتشغل تفكيرنا بشكل كبير، ففي مرحلة الرضاعة يعاني الطفل من مشاكل الجهاز الهضمي، والتي تتراوح ما بين غازات في البطن، وانتفاخات، وإسهال، أو إمساك، وذلك نتيجة لعدم اكتمال الجهاز الهضمي للطفل.

وللتغلب على تلك المشاكل؛ قد يلجأ البعض لاستخدام الأدوية والتي تأتي بنتائج جيدة لبعض الوقت، ولكن هناك بعض الطرق الأخرى التي قد تعطي نتائج جيدة لفترات أطول مثل استخدام مكملات البرويوتيك للرضّع والأطفال.

في هذا المقال سنتعرف على ما هي مكملات البروبيوتيك، وفوائد البروبيوتيك للرضّع والأطفال، وفوائدها لمرضى التوحد، وهل يمكنك استخدامها دون قيد أو شرط، وكيف تختار البروبيوتيك الأفضل لطفلك.

ما هو البروبيوتيك؟

تحتوي أجسامنا سواء كباراً أو أطفالاً على ملايين الأنواع من البكتيريا والفطريات والخمائر، منها النافع ومنها الضار، وتمثل البكتيريا النافعة والمعروفة علمياً باسم البروبيوتيك النوع الجيد أو المفيد من هذه الكائنات الحية.

وتوجد هذه البكتيريا النافعة في بعض الأطعمة بشكل طبيعي، كما يمكن تناولها في صورة مكملات غذائية فيما يُعرف بالبروبيوتيك.

ولكي يتمتع طفلك بصحة جيدة؛ يجب الإبقاء على التوازن الطبيعي بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة في جهازه الهضمي.

ونظراُ لأن الجهاز الهضمي للأطفال والرضع يكون غير مكتمل من حيث الإنزيمات التي يفرزها وقدرته على الهضم، والقيام بوظائفه الحيوية بشكل تام، قد يمثل ذلك أحد أهم أسباب مشاكل الجهاز الهضمي التي يتعرض لها رضيعك أو طفلك.

هل مكملات البروبيوتيك مفيدة للرضع؟

يُولد الرضع بجهاز هضمي غير مكتمل، من حيث اكتمال النمو والوظيفة؛ إذ يفتقر الرضع لكثير من الإنزيمات التي تساعد في عمليات الهضم وامتصاص الألبان.

ونتيجة لذلك يُصاب الرضع بالانتفاخات، والغازات، وقد وُجد أن إضافة مكملات البكتيريا النافعة للوجبات التي يتناولها رضيعك من ألبان أو غيرها، يساعده ذلك في عمليات الهضم والامتصاص، والتقليل من الغازات والانتفاخات في بطن الرضيع.

كما أنها تساعد في تقليل الإسهال والإمساك التي تصيب الكثير من الرُضع.

ما هي فوائد مكملات البروبيوتيك للاطفال؟

تتمثل أهمية مكملات البكتيريا النافعة للأطفال فيما يلي:

  • تعمل على إعادة التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة في جسم الطفل، مما يساعد في التغلب على العديد من الأمراض.
  • يساعد البروبيوتيك في عملية الهضم للأطفال والرضع بصفة عامة، ولمن يعانون من حساسية الألبان، أو حساسية الفركتوز بصفة خاصة.
  • تساعد البكتيريا النافعة في رفع كفاءة جهاز المناعة عند الرضّع والأطفال، وبالتالي تساعد في مقاومة طفلك للعديد من الأمراض المرتبطة بنقص المناعة، مثل عدوى الجهاز التنفسي.
  • تعمل البكتيريا النافعة على مساعدة طفلك في التخلص من أمراض الجهاز الهضمي، وعلى رأسها الإمساك، والإسهال، وكذلك تساعد مكملات البروبيوتيك طفلك في التخلص من أعراض متلازمة الأمعاء المتهيجة ( Irritable bowel syndrome).
  • تساعد البكتيريا النافعة طفلك في التخلص من الأعراض المصاحبة لاستخدام المضادات الحيوية مثل آلام البطن، والإمساك، والإسهال. ويجدر الإشارة هنا إلى أن هناك أنواع معينة من مكملات البروبيوتيك تُستخدم لهذا الغرض، ويجب استشارة الطبيب أو الصيدلي عنها أولاً.
  • قد يساعد البروبيوتيك طفلك في تجنب التعرض لأمراض المناعة الذاتية، والأزمة، وحساسية الجلد مثل الإكزيما، ولكن لازالت هذه الفائدة تحتاج للعديد من التجارب لإثباتها.

ومن المعروف أن أجسامنا سواء كباراً أو أطفال، تحتوي على المئات من فصائل أو سلالات البكتيريا النافعة، فإن فوائد البروبيوتيك للرضّع والأطفال تختلف باختلاف نوع البروبيوتيك المستخدم، فيجب الانتباه لهذا الأمر عند شراء مكملات البروبيوتيك لطفلك، والتعرف على الغرض منها.

هل مكملات البروبيوتيك مفيدة لأطفال التوحد؟

بدراسة مكونات الميكروبيوم لعدد من أطفال التوحد، وجد العلماء عدم وجود توازن بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة في أمعاء أطفال التوحد، حيث تزيد البكتيريا الضارة، وتنقص سلالات معينة من البكتيريا النافعة، والافتقار لهذا التوازن في أمعاء هؤلاء الأطفال يؤدي إلى إطلاق إشارات لزيادة الالتهابات في الدماغ.

ويعتقد العلماء أنه بإعادة التوازن بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة عند أطفال التوحد، عن طريق استخدام مكملات البكتيريا النافعة قد يساعد ذلك في علاج التوحد، أو التقليل من اضطراب السلوكيات المصاحبة له.

وقد ثبتت هذه النتائج في التجارب المعملية على فئران التجارب، ولكن ينقصها للتجارب السريرية.

ونتيجة لافتقاد بعض المعلومات اللازمة، مثل نوع البكتيريا النافعة التي يفتقدها أطفال التوحد، أو نوع البكتيريا الضارة الموجودة بصورة كبيرة عند هؤلاء الأطفال، يحتاج العلماء لمزيد من الوقت والأبحاث، ولكن يؤكد العلماء أن مكملات البروبيوتيك تفيد أطفال التوحد في تخفيف أمراض والتهابات الجهاز الهضمي.

هل البروبيوتيك مناسب لجميع الأعمار؟

أثبتت بعض الدراسات فاعلية البروبيوتيك للأطفال من جميع الأعمار في التخلص من الأعراض المصاحبة لعدم اكتمال الجهاز الهضمي، وحتى حديثي الولادة منهم، وتشير بعض الدراسات إلى عدم وجود ضرر من استخدامها للأطفال الخُدج.

ولكن يجب التنبيه هنا إلى أن البكتيريا النافعة على الرغم من فوائدها السابقة، إلا أنها تظل نوع من أنواع البكتيريا الحية، ولذلك يجب تجنبها تماماً في حال كان طفلك يعاني من أمراض نقص المناعة، أو في حال عدم اكتمال جهاز المناعة لطفلك، أو إذا كان طفلك يعاني من بعض الأمراض الأخرى االتي تجعل الجسم في حالة وهن شديد مثل الأمراض السرطانية وغيرها.

وفي هذه الحالات يمكن استبدال البروبيوتيك بالبريبيوتيك، وهي مواد آمنة تعمل على تغذية البكتيريا النافعة الموجود بصورة طبيعية في الجهاز الهضمي لطفلك، مما يحميه من خطر التعرض للبكتيريا الحية التي يتناولها من الخارج.

هل مكملات البروبيوتيك هي الأنسب لطفلك؟ أم البروبيوتيك من المصادر الطبيعية؟

يمكن لطفلك الحصول على البكتيريا النافعة من خلال مكملات البروبيوتيك، أو من خلال مصادر طبيعية مثل منتجات الألبان كالزبادي والجبن القريش المصنوعة من اللبن الخام، ولكن أيهما أكثر فائدة لطفلك؟

تحتوي المصادر الطبيعية للبروبيوتيك على كميات جيدة من البكتيريا النافعة، ولكنها ليست الكمية المناسبة التي تعطي النتائج المرغوبة لطفلك، وكذلك تتأثر كمية البكتيريا النافعة الموجودة في المنتجات الطبيعية بعمليات التصنيع والتخزين.

بالإضافة إلى أن منتجات اللبن الخام قد تحتوي على العديد من البكتيريا والملوثات الضارة. أما عن مكملات البروبيوتيك؛ فإنها تحتوي على كمية البكتيريا النافعة المناسبة لطفلك.

ماهي جرعة البروبيوتيك المناسبة للاطفال؟

وقد يحتار البعض في اختيار جرعة البروبيوتيك المناسبة للأطفال، وتُوصي جمعية الأطباء الأمريكية باستخدام جرعات من البروبيوتك للأطفال والتي تحتوي على 5-10 بليون وحدة تشكيل مستعمرة (وحدة قياس البكتيريا النافعة) يومياً، لتحسين صحة الجهاز الهضمي والمناعي للأطفال، ويمكن تقسيمها على مرات خلال اليوم، بحيث لا تقل الكمية المستخدمة عن ١ بليون وحدة في المرة الواحدة.

كيف تختار افضل نوع بروبيوتيك لطفلك؟

نظراً لأن البروبيوتيك يُعد من المكملات الغذائية؛ فقد لا تخضع بعض المنتجات للرقابة الجيدة، ولذلك يجب عليك حُسن الاختيار من حيث سمعة الشركة المنتجة لها، وعند اختيار البكتيريا النافعة لطفلك يجب الأخذ في الاعتبار ما يلي:

  • مكونات البروبيوتيك: يفضل أن تختار أنواع البروبيوتيك الخالية من السكر، والمواد الحافظة، ومكسبات اللون، كل هذه المواد غير مفيدة لطفلك بالمرة، بل قد تتسبب في ضرره، وإذا كان طفلك يعاني من حساسية الجلوتين تخير البروبيوتيك الخال من تلك المواد، وينبغي أن تختار الأنواع التي تحتوي على العديد من السلالات، وكذلك تلك الأنواع التي تحتوي على بريبيوتك أيضاً، ليحصل طفلك على أكبر فائدة.
  • استشر طبيب الأطفال: قبل اختيار أنواع البروبيوتيك المختلفة، استشر طبيب الأطفال أولاً، واخبره عن حالة طفلك، ومما يعاني سواء حساسية أو أمراض، ليخبرك بالأنسب له.

أطفالنا دائما ما يشغلون حيزاً كبيراً من تفكيرنا، ودائما ما نريد الأفضل لهم ولصحتهم، لذلك يجب أن تختار نوع البروبيوتك المناسب لطفلك، وتعرف على فوائده وأضراره.

المراجع:

  1. https://www.safety.com/best-probiotics-kids/
  2. https://www.healthline.com/health/parenting/probiotics-for-children#supplements-vs-probiotic-foods
  3. https://www.autismspeaks.org/expert-opinion/guidance-probiotics-0
  4. https://www.geisinger.org/health-and-wellness/wellness-articles/2018/02/09/13/53/the-pros-and-cons-of-probiotics-for-kids

اقرأ المزيد: